في موريتانيا يحرص البعض على تحقيق مكاسب شخصية من كل شيء، وبأي وسيلة، فالفيضانات، والكوارث هي مصدر ثراء للبعض، ومسابقات القرآن الكريم مورد دخل ثابت، لكن لم يكن أحد ليصور أن يصل حب الظهور، والبطون بالبعض أن يسجل تصريحا تحت الضغط، والإكراه المعنوي – إن لم يكن البدني- من رجل خرج لتوه من أسوأ سجن عرفه التاريخ، أمضى فيه قرابة 15 سنة يقاسي صنوف التعذيب، وهو قادم عبر رحلة جوية طويلة، فبدل تقديمه لأسرته بأسرع ما يمكن، فقد طال انتظاره، بدل ذلك كانت الأولوية لدى البعض هي تسجيل تصريح منه، كان على الرجل المنهك أن يقول فيها ما يريد المسجل، ليقدم ذلك باعتباره “سبقا صحفيا” فما يهم من وصول ولد صلاحي ليس الوصول في حد ذاته، بل ذلك التصريح، وما يمكن أن يقدمه من دعاية للإذاعة، في فترة هي أحوج ما تكون لمن يذكرها بخير.
أي نوع من أنواع السبق الصحفي هذا ؟؟ وهل أتيحت نفس المعلومات، والتسهيلات لوسائل الإعلام الأخرى حتى تكون الإذاعة في سباق معها نحو ولد صلاحي ؟؟ !.
والدليل أنه مباشرة بعد بث التصريح بدأت منابر ولد حرمة الله بترويج هذا الإنجاز التاريخي للوطن، والمواطن، والمكسب الأبرز منذ استقلال البلد، ألا وهو تصريح من المواطن ولد صلاحي وهو لا يزال تحت قبضة الأمن الموريتاني، في زمن قلت، أو اختفت فيه الإنجازات يصبح البحث عنها مشروعا حتى من بين ركام المأساة.
الوسط + القافلة