يعيش العالم اليوم أعظم التحديات التي يمكن أن تعرفها البشرية في حياتها ، سلما وحربا ، اليوم تنهار العظمة الإنسانية والجبروت الصناعية أمام مواجهة فيروس كورنا 19 المستجد وهو الخطر الفتاك الذي يستوجب منا جميعا كل من موقعه، تكاتف الجهود واستنهاض الهمم والانضباط التام لنضمن لأنفسنا الثبات اللازم لمقارعة عدو اتخذ من التخفي والمباغتة وسرعة الانتشار أساليب تكتيكية في منتهى الخبث والضراوة. بثّ الرعب في أنفس الجميع قادة قبل الشعوب تمهيدا للقضاء على الجميع. ولم يعد – هناك إذن – مجال للتخلف ولا الاختلاف، بل إن الجميع مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى اللحاق الفوري بالجبهة الأمامية والانخراط في ركب التصدي و الصمود لجائحة كورونا 19. وإن شعوب العالم – ومنها شعبنا – بدأت تكتشف أن يقظة حكامها ووعيهم بمسؤولياتهم اتجاه شعوبهم أهم بكثير من تبجحهم بالقوة واتكالهم على كفاءة المنظومات الصحية والقدرات الاقتصادية. ومساهمة منا في الجهود الجبّارة والحثيثة التي سارعت قيادتنا الوطنية بتعبئتها والإجراءات الموفقة والجادة التي شرعت دون تأخير في تنفيذها، فإننا في التنسيقية النقابية لعمال موريتانيا المشكلة من 24 مركزية نقابية نعلن ما يلي : • تثميننا للاتصال الهاتفي المباشر الذي أجراه يوم أمس فخامة رئيس الجمهورية برئيسة التنسيقية النقابية لإطلاعها على الإجراءات التي قامت بها الحكومة، والتشاور معها حول دورها في خارطة الطريق المتبعة في مواجهة الأخطار التي قد تنجم عن هذه الجائحة التي بسطت آثارها السلبية على العالم بأجمعه. • نهيب بالحركة العمالية في وطننا العزيز بتحمل دورها بوصفها في طليعة المجتمع المدني ، سبيلا إلى تعبئة وتحسيس العمال حول الأخطار التي تعانق محيط العمل وبيئته ، كما تتصيد الورش والأسواق دون تأشيرة من أي كان. • نعلن استعدادنا الكامل للانخراط في خارطة الطريق التي أعدتها الحكومة للعمل على مواجهة هذا الفيروس الفتاك ونضع تحت تصرفها كافة القدرات والمؤهلات التي نمتلكها ومنها الكوادر القادرة على حمل الرسالة التعبوية الضرورية. • ندعو كافة أفراد شعبنا العزيز والقوي بإيمانه بالله عز وجل وبأهمية الحفاظ على وطنه ، ندعوه للتوحد خلف القيادة الوطنية في هذه المحنة القاسية ، والاستجابة الكاملة لحزمة الإجراءات الوقاية التي تدعو لها حكومتنا . وفي المقابل فإن التنسيقية النقابية لعمال موريتانيا تلفت انتباه الحكومة الموقرة إلى أهمية مراجعة الإجراءات المتخذة لتشمل : ➢ تعجيل تدخل حزمة تآزر التي تتجه نحو المجموعات الهشة ، و التي لا شك قد ازدادت هشاشتها اليوم بفعل التأثيرات الجانبية للواقع السلبي للجائحة. ➢ التفاتة عاجلة على الطبقة العاملة التي بدأت تعيش الآثار السلبية للأزمة. ➢ منح عناية خاصة للمتقاعدين الذين تتناولهم الهشاشة ببعدها العمري والاقتصادي، فهم من الشيوخ المعرضين للعدوى أكثر من جهة ، ومن جهة أخرى فهم من ضمن الحد الأدنى دخلا في مقاييس الرواتب الدنيا . ➢ تخفيض ودعم أسعار المحرقات والسلع الأساسية بحيث تلعب دورها في الحد من آثار الجائحة المدمرة. والله على ما نقول وكيل عن التنسيقية وبتكليف منها : أمانة الإعلام