كنت قبل قليل في زيارة للرئيس بيرام الداه وهو فعلا في حاجة ماسة لدعواتكم له بالشفاء ، فهو يجد صعوبة في المشي وحتى في الوقوف بسبب دوار شديد يصاب به كلما حاول ذلك ، وصار يلازمه منذ نهاية جولته في مدن وقرى الشمال ، والأدوية التي كتب له الأطباء بها بعد الفحوص لم تحسن من حالته بالشكل المطلوب . تحدثت معه في سبب الأمر ، وقد أطلعني على بعض الأمور لم يكن يظن أنها مؤثرة على صحته لهذه الدرجة ، ألا وهي التعب الفكري أو ما يسميه البعض ب ” التعب العاطفي ” ، فزيادة على الجهد والتعب الجسدي في جولاته المذكورة، فهو يستيقظ يوميا – ومنذ زمن – على مواطنين ضعاف ببابه لكل منهم حاجة أو مظلمة ، عليه حلها وعدم تركه يعود خاوي الوفاض بعدما قصده هو بذاته ، بعض هذه الحاجات والمظالم ترافقه ليلا لسريره وتمنعه من نوم طبيعي ، ليتكرر نفس الشيء معه في اليوم الموالي ، يحصل هذا معه في جولاته كما في مقر إقامته ( منزله ) بالعاصمة ، ومع الوقت أثر الجهد المبذول جسديا و” عاطفيا ” على صحته ناهيك عن الضغوط السياسية والنضالية .
* أنصار الرئيس بابروكسل يسهرون على عدم بقائه بالفندق لوحده وهو في هذه الحالة ويتناوبون على بقائه بينهم في منازلهم .