حرٌ ومذهب كلّ حر مذهبي”” ماكنت بالغاوي ولا المتعصب.
إنّ بناء السياسي لمكانته يجب أن يكون بصدق مشروعه وسمو وسائله، ذلك لأن البقاء والثبات منوط بمزاحمة أهل الحكمة والرؤية السديدة والنهج القويم-أما عشاق التَّدافع الصِّفري فهم والرئيس الحالي ليسوا أصحاب مِلة واحدة.
تُرى هل أحال التقاعد فتوحات القائدين العظيمين؛ موسى ابن نُصير، وطارق ابن زياد؛ سرابا في ذاكرة الخلود!، وهل كانت إنجازاتهما العملاقة إلا مكسبا لدولة بني أمية!،وتأسيسا لمراحل أخرى بُنيت وفق مبدإ التكامل لا التنافر!.
لايمكن أن تتوشحّ النفوس الأبية بنكران الجميل، ولايمكن لأيّ مجتمع التقدم مالم يحفظ لرجاله المتميزين أقدارهم؛ وإن كانت الآنية تُمتحن بأطيانها، فيعرف صحيحها من مكسورها،فكذلك الرجال في المواقف والمسؤوليات، وقد قال ابرهام لنكولن؛ إذا أردت أن تعرف معدن الرجل فولّه مسؤولية.
بين القيادة الراشدة ونقيضها شاسع من الفرق، لا يمكن أن تُغطي أفقه نافذة صغيرة، من عمود كلمات ؛ ما أحوجها – وصولاً- لحمل المعنى، تاماً، ودون ما ،نقص، يُخلُّ به؛ ذلك لأنّ قيادة رجل مثل الفريق بلاّهي ولد أحمد عيشة القائد السابق للدرك الوطني؛ لايمكن الحكم عليها وفق ميزان أمزجة الطامعين لإعادة الإعتبار- ولو تريثوا فهو ملكهم قبل وبعد التوزير-!.
إنّ حاجتنا اليوم لتوطين النقد المسؤول أكبر من حاجتنا للغذاء والدواء.
يقول رابليز: «العلم بغير ضمير ليس إلا خراب الروح»، والسياسة دون أخلاق ما هي إلا هلاكٌ للأمم.
إنّ غياب الضمير لدى الكثيرين، هو ما أحال واقعنا العصي على الإصلاح- إن لم تأتي المبادرة ممّن يُعول عليهم بأنْ يكونوا رأس الحربة في الإصلاح والإقتداء-، إلى ساحة تنافس بين مزوري الغذاء والدواء، وأصحاب الأدمغة المسطحة والألسن الناضحة بالقدح، والخطابات العنصرية والمتطرفة- والأدهى مانعيشه اليوم من صدمة تفكيك عصابة حبوب الهلوسة-
ولكن ألا يعي الكثيرون؛ بأنّ محاولة التشويش على تجربة الفريق بلاّهي المُكتنزة” من خلال قيادته للمكتب الثاني بالدرك الوطني طيلة ثلاثة عقود، وما حققه ذلك المكتب من تكوين جيد ومثابرة رائدة وإتقانٍ فائق لكافة المهمات وقاية وحماية وتحصينا للوطن من كافة التهديدات: يعد هلوسة فكرية!!.
ألا يعي أولئك أيضاً بأنّ الرفع من مستويات الدرك الوطني طيلة قيادة الفريق للقطاع: تدريبا وتوجيها وصرامة ويقظة وتجهيزا؛ كان وراء قدراته العالية حاليا في تفكيك هذه العصابة الإجرامية!!
إنّ العمل المؤسسي تراكمي ولكل قائد لبناته المشهودة في هذا الصرح الأمني البارز؛ ولن يحمل رايته في عهد صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني عهد الإنصاف وحسن الإختيار؛ إلا مؤتمن على المواصلة في سد كلّ ثُلمة وكل خلل تفرضه قوانين الطبيعة المتجددة والرافضة لكل فراغ.
ومن يعرف تاريخ الرجل في القطاع سيكون منصفا لا متحاملا، ولن يجد قطعا ما يُعيّره به إلا البعد عن أرباب وممتهني الدعاية والإشهار.
