فخامة الأخ: محمد ول الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية: بالأمس عشنا يوما وطنيا لاكسائر الأيام سجلت فيه بلادنا تاريخاجديدا بأحرف خالدة في سفر الديمقراطية،وبرهنت من خلاله أنها تسير على الطريق الصحيح بخطا ثابتة،وأعطت بذلك درسا فريدا، وقدمت نموذجا يقتدى،هو الأول في منطقتنا العربية ونادرا الحدوث في قاراتنا السمراء. رئيس منتخب يسلم السلطة لرئيس منتخب في جو بهيج يسوده الأمن والإستقرار،وتغمر المكان فرحة عارمة،تعلو الوجوه،وترسم الإبتسامة على محيا كل فرد،ومع لحظة التتويج كانت أبصار الجماهير ترنو إلى ضياء بزوغ فجر جديد وأعناقهم مشرئبة تتطلع لمستقبلها الزاهر… لم يكن الطريق سالكا،ومعدبا ولا يبسا حتى،وإنما كثير الحفر والمطبات،موحشا،بفعل عواصف هوجاء،ورياح موسمية،بل ومحفوفا بالأغام في بعض منعرجاته… كان على فريق الإنقاذ الصبر،الصمود،والثبات،فالطريق طويل وشاق،عشر ونيف من السنين ليست كافية لانتشال دولة بحجم الجمهورية الإسلامية الموريتانية،طبعا ولاطموحات شعبها الأبي والتي عانت منذ الإستقلال من تشوهات ولادة قيصرية،وما صاحبها من إرث المستعمر،وأمراض الجهل والفقر والتخلف،وغياب الوطنية والمسؤولية لدى كثير ممن تعاقب على حكم البلاد… لم يسلم أي حكم من النواقص والأخطاء وإن تفاوتت كثرة وفداحة…،غير أن ماتحقق في هذه الفترة في مجالات عدة :أمنيا،اقتصاديا،دبلوماسيا،سياسيا،كان كثيرا،كما وكيفا إذا ماقيس بما كان قبله. وتعزيزا للديمقراطية،سجل الرئيس السابق محمد ول عبد العزيز موقفا عظيما في الإلتزام بنص الدستور.فاختار الشعب من للعهد عنده معنى، ليصحح مكامن الخطإ،ويكمل النقص،ويعبر بالبلاد إلى بر الأمان،وتسلم الراية قائد أمين،ذو أخلاق رفيعة،وكفاءة عالية،وتجربة مهنية،كما وصفه رفيق دربه الرئيس السابق محمد ول عبدالعزيز في خطاب الوداع… وبقدرما كان خطاب الوداع مؤثرا،كان خطاب التنصيب رئعا،شاملا،ومطمئنا ومبشرا،مشنفا للأسماع،فهنئنا للمحمدين عقبى خير للرئيس السابق محمد ول عبدالعزيز،ومبارك لفخامة الرئيس محمد ول الشيخ الغزواني،متنميا له السداد والتوفيق في حمل الأمانة،والنجاح في ولاية الأمرة،رجيا من المولى عز وجل أن يرشده لاختيار بطانة صالح راشدة،وأعوان ناصحين… هنيئا للشعب والجمهورية بمؤمورية رخاء ونماء وازدهار وتطور… محمد زيني