سيد المدير العام
من المفترض في الحالة العادية ان لا اكتب هذه السطور فشخصكم الكريم لا يعرفني، ولا توجد بيني وبينكم شخصيا أية قضايا، سلبية كانت ام ايجابية.
كما أن الموقع الذي املكه يتوفر علي عقد ترويج من اهم العقود الاعلامية مع الشركة التي تتولون إدارتها العامة. والظرف مناسب للتقرب منكم بسبب الحملة التي تتعرض لها شركتكم منذ وصولكم الى ادارتها.
هي اذن امور فى الميزان الشخصي، تجعلني لست معنيا من الناحية النظرية بفك ارتباط وإشعال عود كبريت فى علاقة امتدت لمدة تزيد علي خمس سنوات.
لكن ما تقومون به منذ وصولكم لقيادة الشركة، جعلني اليوم أتوقف مع ذاتي امام امتحان صعب، وهو الاختيار بين السكوت مقابل منافع آنية، او اختيار نداء الضمير و كسر جدار الصمت احترما لنفسي أولا، ولقرائي ثانيا، ولبلدي (التالي هو الغالي كما يقال عندنا). فماذا حدث يا ترى ليجعلني اتخذ قرار الكلام بدل الصمت؟
السيد المدير العام لشركة زين عفوا شنقيتل.
لقد اديرت الشركة التي تتربعون اليوم علي رأسها، منذ انشائها علي مبادئ وقيم لعل أهمهما ما عرفه الموريتانيون عن السودانيين من أمانة و التزام في المعاملات، وابتعاد عن التحايل وقرب من الكل، فهل التزمتم بهذا الموروث منذ وصولكم؟ لا سيدي المدير العام.
لقد قمتم بجريمة كبيرة في حق موريتانيا، وفي حق سمعة السودانيين، عندما رهنتم الشركة لبنك صيني مقابل 700 مليون دولار، لم يدخل منها سنت واحد إلى موريتانيا، وانما حولت كلها في حساب اكسبيرسو بدبي، مع ان التقديرات لقيمة الشركة لا تتعدي 150 مليون دولار في احسن الأحوال، فأي تحايل هذا؟ و هل أبلغتم الحكومة الموريتانية به؟ الجواب لا.
هل تخططون مع الشركاء في الشركة للهروب علي طريقة موريتانيا ايرويز و ترك موريتانيا في مشاكل مع بنك صيني؟ كل الادلة تشير إلى ذلك. ومن الوقاحة أن الموثق الذي تتعاملون معه استطاع نشر الرهن في الجريدة الرسمية للجمهورية الاسلامية الموريتانية تحت الرقمين 1355 الصادر بتاريخ 15/مارس/2016 و1356 بتاريخ 30/مارس/2016.
ومواصلة منكم فى هذا التحايل، قمتم باستدانة 22 مليون دولار، عشرة منها من البنوك المحلية، فهل أبلغتم البنك الشعبي، علي سبيل المثال، والذي اقرضكم 5 مليون دولار ان الشركة مرهونة بقيمة تعادل قيمتها الحقيقية 5 مرات تقريبا لبنك صيني؟ الجواب لا.
ونفس الشئ قمتم به كذلك مع البنك الموريتاني للتجارة الدولية والبنك الوطني لموريتانيا دون أن اتحدث عن بنك البركة الموجود في دبي والذي اقترضتم منه 12 مليون دولار.
والغريب ان كل هذه القروض انجزت في فترة لا تتجاوز خمسة أشهر منذ وصولكم لمنصب المدير العام، والأغرب أن المال الصيني وكذلك مال بنك البركة لم يصل منهما دولار واحد إلى موريتانيا، بينما لم تستثمر اغلب الأموال المأخوذة من البنوك المحلية في شنقيتل رغم انها وكذلك الرهن الصيني مستدانة بإسمها.
السيد المدير العام لزين عفوا شنقيتل
لقد شاعت خلال فترة ادارتكم للشركة مسلكيات لم تكن معروفة مثل المحسوبية والزبونية، ولنعطي أمثلة علي الزبونية فيا تري من يكلف الآن بالمهام الحساسة في الشركة غير اصدقائك من شلة زين؟.
غير ان المثال الفاضح هو ما سأتحدث عنه للاستدلال علي المحسوبية.
وأتساءل مثلا، من استقبل هند عمر البشير في المطار؟ ومن أخذ لها جناحا في الفندق؟ و من يقوم بكل مشاورها بسيارته؟ و من قام بمرافقتها لدى زيارتها كمعاون وليس كمدير عام؟ ومن عينها في منصب مستحدث لها مع ان عمرها لا يتجاوز 24 سنة؟ أتساءل هنا هل كانت ستحظى بكل هذا الاهتمام لو كانت فتاة سودانية عادية؟ لا اتوقع ذلك.
اتظنون اننا كموريتانيين سنرضي بما لم نقبله لحكامنا؟ وأن نرضي ان تداس كرامة ابنائنا وبناتنا من اجل التقرب لحاكم اجنبي حتى و لو كان من بلد شقيق؟.
السيد المدير العام
ألاحظ ان لكم طبعا خاصا، ربما تعلمتموه من ثقافة سكان احدي الدول التي عملتم بها مؤخرا، ذلك ان السودانيون لا يشتهرون به وهو ثقافة التكبر واحتقار غير بني جلدتكم.
ولنعطي مثالا علي ذلك يوضح مدي استهتاركم و احتقاركم للموريتانيين الذين يعملون معكم، فالمعروف ان واحدة من أكثر العاملين في الشركة كفاءة ومهنية، قدمت استقالتها احتجاجا على محاولتكم – خلافا للأعراف والقانون – الزج بابنة أخ الرئيس البشير في ادارة مستحدثة كانت هذه الفتاة الموريتانية تمسكها كقطاع لسنوات طامحة ان تحصل علي ترقية مستحقة في بلدها.
لقد كانت هذه الاستقالة رسالة احتجاج بسيطة، قد تكون بداية لرسائل أخرى، ترفض احتقار الموريتانيين ومنعهم من الترقية في الشركة.
وبدل فهم الرسالة والرد عليها ايجابيا اخذتكم الحمية لبنت أخ “الزول الكبير” وقبلتم الاستقالة بسرعة. وتماديا في الحمية، عينتم مكان الفتاة الموريتانية أحد افراد “شلة زين” المقربين منكم، فأي احتقار هذا.
السيد المدير العام لزين عفوا شنقيتل .
هذا قليل من كثير يجعلني اليوم اكسر صمتي، وأرجو ان تكون لديكم من النباهة ما يجعلكم تفهمون أن هذه الرسالة تعني – ضمنيا – فسخ عقد شراكة كانت تربط موقع الطواري مع شركتكم، وهو فسخ عقد ستجدونه على مكتبكم ضمن رسالة رسمية.
اريد فقط الاشارة إلى انكم لن تجدوا خلال بحثكم في ملف الطواري – عكس ما يتصور كثيرون- أي مردود آخر تحصلت عليه الوكالة غير قيمة العقد الرسمي السنوي، لأن ما كان يربطنا مع طاقم شنقيتل المحترم جدا ليس نفعيا بقدر ما كانت علاقة انسانية بنيت علي الاحترام والإعجاب مني بتصرفات سلفكم ومعاونيه وأسلوبهم في إدارة الامور.
في الاخير تأكد اننا لن نترككم تفسدون شركة من اهم الشركات العاملة في موريتانيا، وتأكد من ذلك.