بسم الله الرحمن الرحيم
حينما يحل أهل الشيخ سيدي المختار الكنتي ضيوفا مكرمين على “تنسيقية” أهل محنض باب ولد أعبيد الديماني غروب ذات مساء جمعة ليلة المنتصف من شعبان يكون لذلك معنى ومغزى وبركة.
فهذا لقاء غير مسبوق بين الأطراف القصية لمجتمع البيظان وثقافته وهديه،إنه لقاء بين “أزواد” بوابة مجاهيل الصحراء الكبرى و”الترارزة “على ضفاف بحر الظلمات.
وهو كذلك عناق بين القيم الكنتيةوالشيم الشمشوية،وموعد غير عادي بين “التكنتي” و”الديمين”،وما يحملانه من شحنة ايجابية ومدلول متسامي وعميق في ذهنية ولا وعي المجتمع.
وبين مجاهيل الصحراء وظلمات المحيط برز في سماء هذا الفضاء الجغرافي ولأجيال متعاقبة على أديمه،شموس هداية وتزكية وبدور فقه ومعرفة ونوابغ أدب ولغة ،أطبقت شهرتهم الإقليم والآفاق البعيدة،مؤسسة ومكرسة للشهرة العالمة لأهل هذا “المنكب البرزخي”.
ولقد كان لأوائل بعض الحاضرين الليلة نصيب من تلك الأسماء اللامعة والتي- إلى اليوم-لاتزال ذرياتها تستظل بشهرتهم وعطائهم وجميل فعالهم.
واستمطارا للبركات بذكر الصالحين نعرج على ذكر أحد الأئمة الكبار في الفقه واللغة والقضاء ألا وهو :الشيخ محنض باب ولد أعبيد رحمه الله صاحب ميسر الجليل على مختصر خليل،وقاض الأمير محمد لحبيب والذي استطاع تنفيذ الحدود رغم الظروف السائدة،وصاحب التنبيهات على تحريفات في الشعر العربي،وصاحب الفتاوي والأجوبة والمناظرات،في شتى فنون العلم،التي صحح فيها أخطاء وأغلاط من سبقوه.
ويكفي لبيان علو كعبه في العلم والمناظرة التنويه بواقعة إرسال الحجة في اللغة المختار ولد بون الجكني أربعة أبيات إلى بني ديمان ضمنهما لغزا ،فأجابه محنض باب ببيتين حل فيهما اللغز وضمنهما لغزين.
فيا سعد مدفن “آمنيكير” بما حوى من فضل وبركة لما ثوى به محنض بابه ولد أعبيد ذلك الإمام الذي تميز برباطة الجأش والصلابة في الحق وجودة الفهم والرجوع إلى الصواب .لقد اجتمعت في محنض بابه شروط مجتهد المذهب ولا غرو فهو سليل علم و مجد وكرم ومروءة إذ لديمان ينتسب وصولا إلى أبي بكر الصديق وقد قيل في ديمان:
أن ديمان إن تأملت تبر ** حسب ما قاله المجدد كاف
لا تضاف الخصال إلا إليهم ** ولحسبي بدأبهم من كفاف
فوربي باني السماء بأيد** لنماهم تيم وعبد مناف