نزيهة منت الشيخ والعالم في رسالة مفتوحة الي فخامة رئيس الجمهورية(نص الرسالة)
بسم الله الرحمن الرحيم رسالة إلي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز سيدي الرئيس أما وقد آثرت الرحيل برا بالقسم ووفاء للعهد، وتبدد الأمل بلقائكم قريبا لم يبقي لي إلا الكتابة إليكم علها تصلكم فتزيحون هموما حملتها مالي علي حملها صبر ولا جلد. اكبر همومي سيدي الرئيس ذالك الذي يكاد يحرمني أكبر نعمة خصنا الله به نحن معشر النساء وسنته كل قوانين الكون وتشريعاته خوفا علي البشرية من الانقراض هو حق إنجاب الأطفال. والمعروف سيدي الرئيس أن موريتانيا تشجع النسل لا تحده إلا أن قوانينها مخالفة لذالك. سيدي الرئيس :لقد اشتغلت لمدة 7سنوات في شركة خصوصية في نواكشوط وعند ما أنجبت أبنى الأكبر 2009م تقدمت إليهم بإجازة الأمومة التي قبلوها واخبروني أنه سوف يتم قطع راتبي لمدة فترة الأمومة أي ثلاثة أشهر ولا يوجد لي إلا تعويض عند صندوق التأمين الوطني لا يصل إلي نصف راتبي. طبعا لم يكن لي خيارا غير قبول ذالك سيدي الرئيس. لكني كحقوقية حملت المسألة علي عاتقي منذ ذالك الوقت وأتضح لي انه خلل أو ثغرة في المادة 39 من قانون الشغل الموريتاني والتي أوصت بتعليق عقد المرأة العاملة في حالة الإنجاب وإرسالها إلي تعويض الصندوق الوطني الذي يعوضها بأكبر تعويض عنده وهو75000أوقية قديمة هي مقتطعات من راتبها أصلا وهذا التعويض الذي تتساوي فيه جميع النساء بما فيهم من تتبوأ أعلي منصب لهن في هذه الشركة- نائب مدير – حيث انتقل راتبها من(450000أوقية قديمة) عند إنجابها إلى( 75000أوقية قديمة) فانظر سيدي الرئيس إلي أي حد هذه المادة جرمت المرأة الموريتانية و وضعت عليها غرامة لم تضعها حتى الصين الشعبية في تحديدها للنسل. و للأمانة سيدي الرئيس فأن هذه الشركة وإن كانت الوحيدة التي عملت بهذه الثغرة لم تكن من سياستها وإنما استشارة من مستشارين موريتانيين من من يعرفون من أين تأكل الكتف والقانون لعبتهم. ولقد وجب التنبيه أن هذه الشركة و خلال عملنا فيها -سبع سنين- لم نعلم منها إلا كل خير: تسهم في دفع وتيرة التنمية وتمتاز بتشجيعها عمالها فتعطى 18 راتب بدل 12خلال سنة وتمنح بعضهم فرصة أداء فريضة الحج ،كما لها دورا بارز علي المستوي الإنساني و الاجتماعي ،والأخوة الأشقاء العاملين فيها قمة في الإنسانية وشهامة وحب الموريتانيين و مساعدتهم ولقد أبدو تأسفهم علي تطبيق المادة المجحفة لكنهم قالوا أنها مسألة من اختصاص الموريتانيين الموكل إليهم إدارة المصادر البشرية في الشركة. سيدي الرئيس أنا عن كل النساء الموريتانيات أقول لك وا معتصماه :سدَ عنا هذه الثغرة وصحح هذه المادة فإنها والله إن لم تصحح في عهدك فقد لا تصحح أبدا و سيأخذها القريب قبل الغريب سيفا علي أعناقنا. أما وقد أزحت عن كاهلي أكبرهم ،فإليك سيدي الرئيس الهم القديم الجديد والذي ألفناه حتى صار مألوفا علي فظاعته وقسوته آلا وهو التسول بالأطفال خاصة الطفل المعاق. سيدي الرئيس إن الطفل المعاق طفل لديه مشاكل صحية تستدعي تقديم الرعاية الخاصة والمحافظ عليه لذا فتواجده علي الطرقات تحت حرارة تصل إلي حدود 50د وفى ظروف لا يعلمها إلا الله وهو العاجز عن النطق أ والحركة أو التعبير عن ما يشتكيه. سيدي الرئيس اعرف أن موريتانيا تجرم التسول بالأطفال سمعت ذالك مرارا حتى داخل قبة البرلمان، لكن الحقيقة أننا تركنا هذه المسالة حبلها علي غاربها حتى استفحل الأمر فدخل الأجانب علي الخط بجيوش من الأطفال المدربة علي التسول قبل مولدها تراها تتشبث بك لا تدعك حتى تعطيها أو تنال منك. لذا سيدي الرئيس هذه المسألة نريد استئصالها بشكل جذري فلا نري علي شوارعنا طفلا موريتانيا أو غير ذالك معاقا أو سليما يتسول. ومازلت في موضوع الأطفال سيدي الرئيس فإني أرجو لفتة كريمة منكم سيدي كما فعلتم مع جوانب وفئات كانت تعاني في هذا البلد، لقد ترك أطفالنا للمسلسلات الوثنية والقنوات غير الهادفة رغم امتلاكنا لحزمة من القنوات تعطي لترويج الشاي الصيني (الوركّــه لمحيليه) أكثر من ما تعطي لأي شيء آخر، و لا دور يذكر للأطفال فيها. سيدي الرئيس نود فتح قناة خاصة للأطفال وإنشاء شخصيات كرتونية من تراثنا توجه سلوكهم وترفه عنهم.. سيدي الرئيس إن لمسة عدم التحضر عند الموريتانيين التي يتحدث عنها البعض لها أسباب عديدة من بينها غياب مسائل صارت ضرورية في تربية الأجيال لذا سيدي الرئيس نحلم بإنشاء (بالإضافة إلي قناة الأطفال) : السرك القومي الموريتاني مسرح الطفل الموريتاني مدينة الملاهي بالمقاييس العالمية وليس ما يوجد عندنا. والآن سيدي الرئيس سوف أترك عباءة المجتمع المدني قليلا لأرجع لأصلى وهو كوني إدارية مالية (وقبل أن أنسي شكرا علي التميز الإيجابي للنساء ). أما عن مشكلتي في هذا الصدد فسوف أقصها عليك بالتفصيل الممل. تخرجت دفعتي سنة 2014م وتقسمت علي إدارات المالية كنت من بين 20 إداريا نصيب إدارة أملاك الدولة والعقارات المسماة(دومين)، عند ما باشرنا العمل أخبرونا أننا لن نصمد طويلا فالدفعة التي قبلنا جاءتهم منها17 إداري ولم يبقى منها الا3 فقط سألناهم عن السبب فأجابوا أن طبيعة العمل في هذه الإدارة صعبة ولا تلائم الإداريين ،المهم سيدي الرئيس أن الحظ حالفنا وفى أول أسبوع لنا تم تعين الرجل الصالح السيد (محمد لمين الذهبي) مديرا عاما علينا والمعروف عن هذا الرجل أيمانه بالعمل والإخلاص فيه ونبذ كل الماديات فبدأ ينشأ إدارة من العدم حيث لم يكن فيها أي شيء مبني علي أسس سليمة وكان يعتمد علينا في عملية الإصلاح تلك بشكل جذري ،في حين اكتشفنا لم الإداريين يغادرون لا توجد هنا علاوات مادية علي غرار مثيلاتها في الوزارة علي الرغم من كثرة عملها و مداخلها للدولة. ولقد صبرنا علي هذه الحالة الصعبة بسب قيادة الرجل الفذ فقد كان يضخ فينا الشعور بالمسؤولية والرغبة في بناء الوطن والتضحية من أجله وكنا كل ما اشتكينا من ضيق حالنا ونحن نري زملائنا في الإدارات الأخرى في نعمة وهم أقل منا عمل وأقل اصطداما مع المواطنين، يذكرنا أن الخدمة الجليلة التي نقوم بها لا يمكن تقديرها بثمن وأننا يجب أن نصبر ونستمر. وإذا حدث أن وجدت علاوة يكون لنا الحظ الأوفر بدلا منه -كمدير عام – وباقي المدراء. لذالك استطعنا الصمود رغم صعوبة الوضع وبعد نحو سنتين تم نقل المدير العام والمثل الأعلى في الاستقامة وإحقاق الحق ولا أزكي علي الله أحدا و بقينا نشاهد الإدارة التي بنينا وشقينا فيها تعود شيئا فشينا إلي سابق عهدها فتسبقنا لرحيل إلا ثلة قليلة منا كان إيمانهم بالقضية أكبر وإجلالهم للتضحية التي قدمت أعظم، فبقوا. سيدي الرئيس لا أخفيك سرا لقد كنت من بين المهزومين المغادرين بحثا عن مستقبل أفضل لكني مازلت أجل وأعظم زملائي الذين بقوا صامدين مكافحين رغم صعوبة أحوالهم المادية وظروف عملهم ….ولا داعي لذكر الأسماء ،غير التي انفردت بالتضحية عن قريناتها ألا وهي الإدارية الوحيدة التي مازالت صامدة في إدارة دومين السيدة (خدي إدومو) فلها ألف تحية وإجلال. سيدي الرئيس لقد طرق زملائي كل الأبواب لتصحيح وضعيتهم دون جدوى لأن المشكلة كما يقولون في عدم عدالة القانون المنظم للإدارات الوزارية ولا أحد يستطيع فعل شيء اتجاه الأمر. فأستحلفك سيدي الرئيس بحبك للوطن وسعيك لمحاربة الفساد والمفسدين أن ترفع هذا الظلم عن العاملين في هذه الإدارة بجعلها كمثيلاتها أو أحسن منهم، مبنية علي أسس شفافة وواضحة تضمن للعاملين مزاولة عملهم في ظروف لا يوجد فيها غبن ولا ظلم.
سيدي الرئيس لم تنتهي همومي لكني أودعتكم أعظمها وأثقلها حملا وأنا علي يقين أنني لن أحملها مجددا كما لن يحملها أي مواطن موريتاني. وفي الأخير تقبلوا مني أسمي آيات التقدير والوفاء والإخلاص الموطنة نزيهة الشيخ العالم حرر في نواذيبو22/01/2019