وصيةمؤثرة لأحد الشباب الذين أعدموا في مصر (نص الوصية)
كشف والد أبو بكر السيد عبد المجيد، أحد الذين نفذ فيهم حكم الإعدام، أمس الأول الأربعاء، عن أن ابنه ترك وصية لوالدته في آخر زيارة لها قبل تنفيذ العملية، وطلب منها أن لا تفتحها إلا بعد تلقيهم «نبأ استشهاده». وقرأ والده الوصية التي جاء فيه: «الله أكبر ولله الحمد، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وقائد المجاهدين، أما بعد: أكيد لو أنتم قرأتم هذه الورقة، فهذا يعني أني قد مت، ولكن عند ربي حي أرزق (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه)».ِ. وتابع: «هذا طريقي الذي اخترته، وكنتم دائما ترغبون في رؤيتي أسلكه وأن تروني شهيدا، ربنا يتقبلنا ولا نزكي أنفسنا على الله عز وجل، سلكت طريقي، عزمت المسير بعزم حديد، وودعت دنياي قلبا عنيدا، ووجهت طرفيا لأرض الأسود، فيا أمي لا تحزني لفراقي فإني مضيت لأرض الجهاد، أمسحي عنك دمع المآسي، فعذرا أبي قد عشقت الجهاد، وديني دعاني لأحمي العباد، وأبناء ديني أراهم رقود، فيغفر ذنبي، ألا أبشري فربي غفور رحيم ودود». وزاد: «يا إخوتي فإن إخوانكم في شتى البقاع ينادونكم فهيا انفروا للوغى مالكم رضيتم بهذا القعود لمن تتركون الأسرى، وقد كبلوا في سجون المحن، وذاقوا عذاب الأسى والشجن ولم يطلقوا من جحيم القيود». وواصل : «وودعت أمي ودمعي جرى على الخد رقراقا فقالت بني فؤادي حرمته من الأنس، في الدار لما كبرت، أتذكر زوجا جميلا أردته، أتذكر يوما جميل القعود، فقلت أيا أمي كيف الهنا وإخواننا في خضم العمى، تقبل حياتي حياة الشقا، إذ لم أكن من أباة الجنود». وتابع: «تذكرت أمي هل أنام وبعضي عن بعض ارتحل؟ قد كنت الحياة وكنت الأمل، فودعتها وهي ترجو القعود فهذا طريقي قرآنا وسيفا وابتلاء وهذا مهد الأنبياء».