اعتمدت الصين استيراتيجة مغايرة وفعّالة اكثر من تلك التى اعتمدتها دول مثل أمريكا وفرنسا.. حيث كانت ناعمة و عميقة ومدروسة و واقعية من خلالها اصبح الإقتصاد الصيني هو الثانى عالميا بناتج محلي يقارب 14 ترليون دولار وبنسبة نمو تجاوزت 6 بالمئة، دون أن تستخدم فى ذلك ” رصاصة من بندقية صيد”. عكس نظيراتها التى اعتمدت سياسات استعمارية خشنة للسيطرة على ثروات العالم، فى حين ظلت الصين ترفع شعار الشراكة والصداقة مع الدول.. وعلى نفس المنوال يجب أن تنسج موريتانبا استراتيجيتها المستقبلية فى احتواء المنطقة. إن موقع البلاد الجغرافي فى حالة تم استغلاله بشكل افضل سيؤدى إلى تعاظم نفوذ البلد الجيوسياسي فى شبه المنطقة بشكل يجعل الجارتين الشمالية والجنوبية مضطرتين للرضوخ للأمر الواقع والتعاطي مع الأمور بشكل إيجابي.. موريتانيا هي حلقة الوصل بين شمال إفريقيا وغربها وهي المنفذ الأفضل إلى جوف القارة الإفريقية، حيث تمتلك منفذا بحريا بطول 800 كلم على المحيط الأطلسي، وهي إطلالة منقطعة النظير على الأمريكتين وكندا وأوروبا، وكذلك على حدود برية لا متناهية مع افريقيا الحبيسة، فى حين لا تزيد حدود السنغال البحرية على 499 كلم ولها حدود برية قصيرة على افريقيا إذا ما استثنينا حدودها مع موريتانيا و التى هي الأطول ” بالمقارنة”. وهو ما لن يمكنها معه أن تصبح مركزا للإمداد والعبور والتخزين بالنسبة لدول المنطقة التى لا توجد بها موانئ بحرية. فى حين لا يمكن للمغرب العبور إلى إفريقيا إلا عن طريق موريتانيا.. وهذه حتمية رياضية، وما يتم الحديث عنه حول خطورة ميناء مدينة الداخلة فى حالة تشغيله على الموانئ الموريتانية، لا يعدو كونه حملة إعلامية للتشويش على مصالح موريتانيا.. باب محمد اليدالي.