النائب موسي ولد أبوه: صوت الشعب الذي فرضه الشعب

كثيرون ربما قد لايعرفونه حق المعرفة وكثيرون أيضا قد يعتقدون انه وصل لقبة البرلمان عن طريق تحالفات سياسية أو بسب حزب سياسي.

ولكن في الحقيقة حين نتتبع المسيرة السياسية للنائب الشاب موسي ولد ابوه سنجد انها ناضجة نضوج أعرق الأحزاب السياسية فقد ولدت تجربته بدعم لبعض الجماعات في مقاطعة كوبني وتأطيرها ووضعها في المكانة الي تجعل منها قطبا سياسيا يحسب له حسابه علي مستوي المقاطعة.

هو جهد بدأه الرجل منذ سنين ووفر له الإمكانيات المادية والمعنوية وكانت أولي تلك التجارب تقريبا سنة 2013 .

لم يكن حينها يرغب في الظهور السياسي ولا الإجتماعي بل فقط أراد لحاضنته الإجتماعية أن تتصدر المشهد الذي اريد لها أن تظل غائبة عنه، تلعب دور التابع.

حينها شعر الجميع أن شيئا تغير وأن خارطة سياسية بدأت تتشكل، وبات إسم موسي ولد ابوه يتردد في كل المحافل السياسية والسبب في ذالك أنه يرتكز علي قاعدة حقيقية قوامها الشباب الجامح للتغيير من ابناء مدينة كوبني الذين رأو فيه مثالا حقيقيا لروح العصرنة الذي تتحكم فيه قيم المجتمع المثالي.

موسي ولد ابوه كان جذوة من التواضع ولا زال تكسوه بساطة ألفها كل من عرفه، فتجده يجالس اصحاب الحوانيت وكانه منهم ويعانق الجزاريين والحرفيين دون ان يكون لذالك نية مسبقة ولكنه حب الخير للجميع الذي يطبع حياته في كل مفاصلها.

ظل المشهد كما هو وظلت مدينة كوبني معزولة وبنفس النواب تقريبا غير مكترثين لواقعها بقدر ما هم فقط تجلي لصراعات سياسية معروفة.

بدأت أصوات المخلصين من مدينة كوبني تبحث عن الخلاص وتنشد المنقذ، ومرة أخري عاد إسم موسي ولد ابوه يطفو علي السطح من جديد وكعادته فقد قرر تحكيم الضمير وتلبية نداء الوطن مهما كلفه ذالك من تضحيات .

ولأنه في نظر الجميع شاب مغمور لم يكن ضمن خيارات حزب الإتحاد من أجل الجمهورية فقرر خوض غمار الإستحقاقات النيابية الماضية التي فجر فيها المفاجئة وفاز عن دائرة مقاطعة كوبني .

لقد أثبت فوز موسي ولد ابوه ان إرادة الشعوب لاتقهر متي أرادت ذالك، فباتت مطالب المقاطعة تصل بأمانة عن طريق صوت جهوري واعي يدرك الأولويات ويرتبها حسب الأهمية.

والآن فإن اي حزب سياسي سيسعي لإستمالة موسي ولد أبوه نظرا لأهمية مقاطعة كوبني وأيضا لوزن الرجل الذي صنعته الجماهير وحافظ هو عليه، وربما نشاهده ضمن قوائم حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في الإنتخابات القادمة.