مشكلة النخبة المثقفة في هذا البلد أن الأنا متضخم عندها إلي درجة يصعب بها توجيه النقد لها والنقد مبدأ لابد منه لمن يريد الإصلاح خاصة أن الجميع متفق علي فساد المنظومة التربوية بفعل تراكمات تاريخية وعدم إهتمام الدولة بهذا القطاع وحتي اصحاب القطاع لايهتمون بأنفسهم إلا من رحم ربك فقد كان المعلم قدوة ويعمل في ظروف أصعب من هذه الظروف واقسي لكن كان همه توصيل الرسالة بغض النظر عن المردود المادي لها فأحترمه الجميع وقدم له الإيواء والتبجيل والتكريم وقدم هو عصارة فكره في تدريس ابناء المجتمع .
وأذكركمثال ان مدرس مادة الفرنسية كان يأتينا راجلامن مسافة 15كلم كل يوم ويكون أمامنا قبل الثامنة بعشر دقائق حتي أنه أصبح توقيتنا لأننا لم نكن نملك ساعات حينهاوهذا قدوة أين منها نحن المدرسين اليوم فقد إنقلبت الآية وصار التهرب من التدريس مفخرة فتردت عقول النشإ إلي مهاوي الجهل ولاشك ان المسابقات والمدارس المهنية ضعفت مخرجاتها والفوكالات المتداولة حتي ولوكانت فرضية عبر عنها وزير التعليم في إجتماع ليست إستنقاصا من المعلم الذي لم يعد هوهو بفعل إكراهات الحياة وتخرج دفعات ودفعات غاب عندها التكوين البيداغوجي ويعدون ولوج التعليم مجرد فرصة للتسرب والتعيين ومن لايملك شجاعة الإعتراف بأنه إنسان يخطأ ويصيب ستكون المخرجات علي يده حولا.
فحتي سياسيونا يجاملون في قضايا يعلمون أنها تمس وحدتنا الوطنية وأمن المجتمع لكن إكراهات السياسة تجعلهم يصطفون هنا وهناك فكلمة الحق عند سلطان جائر قليل من يجرؤ علي قولها وهذه مشكلة الامة لدينا في منظموتنا التربوية ثغرات فعلا وضعف في المستويات وتزوير للتاريخ ومحابات زائدة جعلت مجرد الحديث عن كفاءة المعلم شئ من التابوهات لايجب التكلم عنه وكأنه معصوم وعامة الشعب ليست معتادة علي كل هذه الصراحة وكشف المستور التي عبر عنهاوإنتهجها نظامنا المنتخب بقيادة الرئيس محمد احمد ولد الشيخ الغزواني وحكومة معالي الوزير الاول أثناء عرض برنامج الحكومة أمام الدورة البرلمانية الاخيرةوالتي طبعها كثير من الصراحة غير المعهودة في بعض الملفات والملفات الحساسة وهذه سنة حسنةتكفي هذا النظام ولو كانت لوحدها لأن البلد فعلا في مخاض سياسي قارب بين المولاة والمعارضة تقاربا غير مسبوق نرجوا أن يترجم ذالك إلي مراجعات فكرية تأسس لمواطنة حقيقية ترسي دعائم دولة للمؤسسات وأن يتبعه مخاض فكري وتحول إجتماعي يكون قول الحقيقة فيه شئ عادي لايثير كل هذه الضجة حول نتائج تقويم أجرته الوزارة التعليم كشف ضعفا لفئة من مصادر الوزارة البشرية.
ولو أن الوزارات الأخري أجرت تقويماا لكافة طواقمها لأكتشفنا مكمن الخلل الذي يثبط كل الخطط التنموية في البلد ولكشف آلاف الشهادات المزورة يتربع أصحابها علي مناصب لاتحق لهم نتمني أن يواصل وزير التعليم جهوده في الإصلاح ويتفاعل الجميع تفاعلا إيجابيا مع هذا الإصلاح لكن شرط ذالك أن تكون النقابات شريكا حقيقيا للوزارة في وضع الخطط ومتابعتها بدل تصنيفها إلي موالاة ومعارضة لاتهتم إلا بالجزء الفارغ من الكأس وهمهاوضع المتاريس أمام كل محاولة إصلاح أوزيادة في الإطراء حتي تحجب عن الحكومة تلك الإختلالات التي عليها معالجتها فاالبلد من وجهة نظري لشدة الفسادفيه يحتاج علي رأي ديكارت مسح الطاولة من جديد والتشكيك في كل شئ مالم يثبت عكسه لكن لابد لذالك من .
شجاعةوشجاعة نادرة يضحي الصديق بصديقه والأب بإبنه إن لم يكن أهلا للمسؤولية والوظيفةلا أن يبذل له جهدا فتظل الوظائف العليا دولة بين النخب الفاسدة التي لاتتحمل النقد ولاتدرج النقد الذاتي في حياتها في وقت يغيب فيه مبدء العقوبة والمكافئة مماينذر بإنهيار الدولة فوق رؤوسنا جميعا سيدولد مناني